الخميس، 25 فبراير 2016

الثنائيات في الشعرالعربي



ومن روائع أَبُو الْحَكَمِ مَالِكُ بْنُ الْمُرَحَّلِ:
مالك بن عبد الرحمن بن علي بن عبد الرحمن بن الفرج:

أبو الحكم بن المرحل المالكي النحوي الأديب،
 شاعر رقيق مطبوع سريع البديهة، أخذ عن الشلوبين والدبّاج،
 ولي القضاء بجهات غرناطة، توفي سنة 699 هـ. (بغية الوعاة ) .

يَا رَاحِلِينَ وَلِي فِي قُرْبِهِمْ أَمَل
لَوْ أَعَنْتَ الْحَالِيَانِ الْقَوْلُ وَالْعَمَلُ
سِرْتُمْ فَكَانَ اشْتِيَاقِي بَعْدَكُمْ مَثَلا
مِنْ دُونِهِ السَّائِرَانِ الشِّعْرُ وَالْمَثَلُ
قَدْ ذُقْتُ وَصْلَكُمْ دَهْرًا فَلا وَأَبِي
مَا طَابَ لِيَ الأَسْمَرَانِ الْخَمْرُ وَالْعَسَلُ
وَقَدْ هَرِمْتُ أَسًى فِي حُبِّكُمْ وَجَوًى
وَشَبَّ مِنِّي اثْنَتَانِ الْحِرْصُ وَالأَمَلُ
غَدَرْتُمو أَوْ مَلَلْتُمْ يَا ذَوِي ثِقَتِي
لا بِئْسَتِ الْخَلَّتَانِ الْغَدْرُ وَالْمَلَلُ
عَطْفًا عَلَيْنَا وَلا تَبْغُوا بِنَا بَدَلا
فَمَا اسْتَوَى التَّابِعَانِ الْعَطْفُ وَالْبَدَلُ
قَالُوا كَبَرْتَ وَلَمْ تَبْرَحْ كَذَا غَزِلا
أَوْدَى بِكَ الْفَاضِحَانِ الشَّيْبُ وَالْغَزَلُ
لَمْ أَنْسَ يَوْمَ تَدَانَوْ لِلرَّحِيلِ ضُحًى
وَقُرِّبَ الْمَرْكِبَانِ الطَّرْفُ وَالْجَمَلُ
وَأَشْرَقَتْ بِهَوَادِيهِمْ هَوَادِجُهُمْ
وَلاحَتِ الزِّينَتَانِ الْحَلْيُ وَالْحُلَلُ
كَمْ عَفَّرُوا بَيْنَ أَيْدِيَ الْعِيسِ مِنْ بَطَلٍ
أَذَابَهُ الْمُضْنِيَانِ الْغَنْجُ وَالْكَحَلُ
دَارَتْ عَلَيْهِمْ كُئُوسُ الْحُبِّ مُتْرِعَةً
وَإِنَّمَا الْمُسْكِرَانِ الرَّاحُ وَالْمُقَلُ

وَآخَرُونَ اشْتَفَوْا مِنْهُمْ بِضَمِّهِمْ
يَا حَبَّذَا الشَّافِيَانِ الضَّمُّ وَالْقُبَلُ
.

وقال ابن أبي الإصبع :

بي محنتان ملامٌ في الهوى بهما
يرثى لي القاسيان : الحبّ والحجر
لولا الشفيقان من أمنيّةٍ وأسى
أودى بي الموديان : الشّوقُ والفكرُ

.

وللشنتريني، من بلدة غرب الأندلس:

يا مَن يُصِيخُ إلى دَاعي السِّفَاهِ وقد
نادَى به النَّاعِيان الشَّيْبُ والكِبَرُ
إن كنتَ لا تسمعُ الذِّكْرَى ففي مَ ثَوَى 
في رأسِك الواعِيان السمعُ والبصرُ
ليس الأصَمُّ ولا الأعمى سوى رجلٍ
لم يهْدِه الهادِيان العَيْنُ والأثَرُ
لا الدهرُ يبْقَى ولا الدنيا ولا الفَلكُ الْـ
أعْلَى ولا النَّيِّران الشمسُ والقمرُ
ليَرْحلَنَّ عن الدنيا وإن كرِها
فِراقَها الثَّاويان البدوُ والحضَرُ

.

للشاعر صالح بن يزيد من
أهل رندة :

يا طلعةٓ الشّمسِ إلّا أنّه قمرُ
أمّا هواك فلا يُبقي ولا يٓـذر
كيفٓ التخلّص من عينيك لي ومتى
وفيهما القاتلان الغُنـجُ والحٓـورُ
وكيف يسلىْ فؤادى عن صبابتِه
ولو نهى النّاهيان الشّيب والكبر
أنتٓ المُنى والمنايا فيك قد جُمعت 
وعندك الحالتان النّفـع والضّـررُ
ولي من الشّوق ما لا دواءٓ لــه 
ومنك لي الشّافيان القربُ والنّظرُ
وفي وصالِك ما أُبقي به رمقي
لو ساعد المسعدان الذّكر والقدر
وكان طيف خيال منك يُقنعني
لو يذهبُ المانعان الدّمع والسّهر
يا نابيا، لم يكن إلّا ليملكني
من بعده المهلكان الغمّ والغير
ما غبت إلّا وغاب الحسنُ أجمعُه
واستوحش المؤنسان السّمع والبصرُ
بما تكنّ ضلوعي في هواك بمنْ
يعنو له السّاجدان النّجمُ والشجرُ
أدْركْ بقيّـة نفسٍ لست مدركها
إذا مضى الهاديان العين والأثر
ودلّ حـيرةٓ مهجـورٍ بلا سبـبٍ
يبكي له القاسيان الدّهر والحجرُ


.

وللشيخ حنيف الدين المرشدي قوله :

أَمْسِي وَأُصْبِحُ مِنْ تَذْكَارِكمْ قَلِقًا
يَرْثِي لِي الْمُشْفِقَانِ الأَهْلِ وَالْوَلَدُ
قَدْ خَدَّدَ الدَّمْعُ خَدِّي مِنْ تَذَكُّرِكُمْ
وَاعْتَادَنِي الْمُضْنِيَانِ الشَّوْقُ وَالْكَمَدُ
وَغَابَ عَنْ مُقْلَتِي نَوْمِي فَنَافَرَهَا
وَخَانَنِي الْمُسْعِدَانِ الصَّبْرُ وَالْجَلَدُ
لا غُرْوَ لِلدَّمْعِ أَنْ تَجْرِي غَوَارِبُهُ
وَتَحْتَهُ الْخَافِقَانِ الْقَلْبُ وَالْكَبِدُ
كَأَنَّمَا مُهْجَتِي شِلْوٌ بِِمسْبٓعٓةٍ 
يَعْتَادَهُ الضَّارِيَانِ الذِّئْبُ وَالأَسَدُ
لَمْ يَبْقَ إِلا خَفِيُّ الرُّوحِ فِي جَسَدِي
فِدَاؤُكِ الْبَاقِيَانِ الرُّوحُ وَالْجَسَدُ


.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق